/ الفَائِدَةُ : ( 6 ) /

08/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الفارق بين الدِّين والشَّريعة / يجدر الْاِلْتِفَات : أَنَّ هناك فوارقاً بين الدِّين والشَّريعة ، حاصلها : أَنَّ الدِّين يُطلق ويُراد منه مجموع العقائد ـ أسس واصول وتفاصيل ـ ، وأَركان الفروع ـ كالصلاة والصوم ـ، وأُصول الأَخلاق والآداب ـ كالكرم والبخل ـ، وأُصول الواجبات والمُحرَّمات ـ كحرمة الخمر والزنا ـ، وهو شامل لكافَّة العوالم ولجملة المخلوقات ، ومن ثَمَّ يكون دين الأَنبياء عليهم السلام واحداً لدىٰ الجميع، وهو دين الاسلام . وهذا ما أَشارت إليه بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان قوله تعالى : [إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ](1). 2ـ بيان قوله عَزَّ وجَلَّ : [أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ](2). بخلاف الشَّريعة ؛ فإِنَّها تُطلق ويُراد منها : تفاصيل الفروع ، وهي مُختصَّة بالإِنس والجنِّ ، وبِعَالَم الدُّنيا بِنَشَآتِه الثَّلاث ـ عَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ، وعَالَم البرزخ ، وَعَالَم آخرة الدُّنيا (الرَّجعة) ـ ، ولِكُلِّ نبيٍّ شريعته الخاصَّة. وهذا ما تُشيرإليه بيانات الوحي ، منها : بيان قوله عَزَّمن قَائِل : [ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ ](3). وصلى الله على محمد واله الاطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)ال عمران : 19 . (2)ال عمران : 83 . (3) المائدة : 48